إلى الأعلى
الكتب: 43.045 K الروايات: 14.357 K
التصنيفات: 52
المؤلفون: 17.611 K
المشتركين: 99.711 K
التحميلات: 1.533 M
المشاهدات: 63.363 M
زوار اليوم: 8,819
الزوار: 6.649 M
التصفح: 17.343 M

كتب إسلامية

جهاد الدعوة

محمد الغزالي المؤلف: محمد الغزالي
جهاد الدعوة
1292 | 2 | 5.27 MB

0.00

star

0

عندما كان المسلمون العالم الأول-بلغة عصرنا-كانت شمائلهم الروحية والاجتماعية تبوئهم هذه المكانة دون افتعال أو ادعاء، وكان سائر الخلق يرمقهم بمهابة وإعزاز، لأنهم كانوا الأذكى والأرشد والأقوى!من الذي منحهم هذه الخصائص وهي سجايا لم تكن فيهم معروفة؟ إنه الإسلام وحده، لقد أقبلوا عليه واسلموا زمامهم له فجعلهم أئمة في الأرض... كانوا ينتمون إليه وحده، ويستمدون منه وحده، ويغالون به مغالاة مطلقة!قد يجتهدون فيخطئون! وقد ينطلقون فيتيهون! وتلك طبيعة البشر، ولكنهم تعلموا من نبيهم هذه الحكم: سددوا وقاربوا، واستقيموا ولن تحصوا، فكانت حصيلتهم الإنسانية بعد الخطأ والصواب والشرود والاستقامة أربى من غيرهم وأثقل في موازينهم. وليس الإسلام طلقة فارغة تحدث دوياً ولا تصيب هدفاً، إنه نور في الفكر، وكمال في النفس، ونظافة في الجسم، وصلاح في العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة موارة في كل ميدان.ما كان أحد ليغيظ الكفار، ويذل الاستعمال على هذا النحو الذي فعله صاحب الرسالة العظمى، لكنه الوحي الأعلى استضاء به إنسان، ثم أضاء به من حوله ومن بلغه! عيب المسلمين الآن أنهم لم يعرفوا القرآن ثقافة تفيق الألباب ، وخبرة بالأنفس والآفاق، إنه ترديد ألفاظ وأنغام وحسب.هل ينشأ الحصاد الوفير من زرع شيطاني خرج من تلقاء نفسه، ولم يلق حظاً من اهتمام وتعهد؟ إنني أتقلب بين شعوب إسلامية كثيرة، فأجد طفولة فكرية وخلقية مستغربة! طفولة لم تجد من يربي، ويقوم العوج، ويصلح الخطى. قلت وأنا أنظر للجماهير الهائمة: ترى أتغيظون الكفار؟ أم سوف يضحك منكم الكفار؟ إنكم فقراء إلى من يقدم لكم الرغيف، فيكف تستطيعون ملء القلوب بالهدى؟


يجب تسجيل الدخول او الاشتراك
للتمكّن من تحميل الكتاب بالإضافة إلى ميزات أخرى مفيدة للقارئ (الاشتراك مجاني)


قيِّم هذا الكتاب


محمد الغزالي
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.

فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.

توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
كتب المؤلف: محمد الغزالي 65
المزيد من كتب المؤلف

أكثر الكتب مشاهدة

جار التحميل
كتب مشابهة

جار التحميل
كتب من نفس القسم

جار التحميل