روايات عربية
مريمة والرحيل
0.00
0
تحدثت مريمة: “شاهدته في أعقاب الغسق بقليل, ظننته القمر حيث كان كبيرا ومضيئا, ثم أبصرت القمر فى الجانب الاخرى فاستغربت. بعدها نمت فرأيته مرة اخرى, غير أنه كان فى الرؤيا أضخم. كان نحاسياً ومتوهجاً ومشرفا على منطقة جبلية, وعلى المنطقة الجبلية الوعل عارم تمتطي رأسه قرون شجرية ملتفة. وقد كان الوعل ساكنا وكأنما قُد من أحجار المنطقة الجبلية الذى على ذروته. ثم استيقظت”. رفعت مريمة طرف ثوبها ومسحت العرق المتفصد على جبينها. أما المرأة المتربعة بجواراها على البساط فأخرجت من جيبها فعلا حديديا صغيراً وفتحته, غمست فيه طرفى إبهامها وسبابتها وأخذت منه قدراً من مسحوق أحمر داكن, قربته من فتحت أنفها واستنشقت بشدة. مرت لحظة سكون أعقبها عطس متواصل. عطست أم يوسف عطسة أخيرة, ثم هزت رأسها, ثم مسحت أطراف أصابعها فى خرقة وضعتها بالقرب منها, ثم أمسكت بقلم الورقة, وخططت أرقاماً وحروفاً. لم تغلق مريمة باب الرجاء, وظلت ترجو الى المرأة العارفة التى بدا وجهها مستغرقا ومقطبا. انفرجت بشكل بسيط ثم أخرجت أكثر فانفلت من مريمة السؤال: خير؟! تنحنحت أم يوسف ثم تحدثت: مارأيته يا أم هشام هو الفنان المذنب وهو لا يتضح الإ منذراً باشتغال الفتن وتبدل حال بحال حيث ينبئ بزوال مُلك الظالمين وهلاكهم الوشيك. والسؤال هو متى يتحقق ذاك؟
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك
للتمكّن من تحميل الكتاب بالإضافة إلى ميزات أخرى مفيدة للقارئ (الاشتراك مجاني)