كتاب اليد واللسان القراءة والأمية ورأسمالية الثقافة عبد الله الغذامي في كتب أدبية المقدمة تخاف الثقافات من اليد واللسان إذا تعلمتا كسر السر، وكان طرفة بن العبد قد دفع ثمناً باهظاً لقاء طول لسانه وقد حذره خاله حينما رأى له لساناً مشاغباً وقال له كلمته المشهورة ويل لهذا من هذا، مشيراً إلى رأسه ولسانه، وهذا ما حدث فعلاً، حيث انتهى طرفة مقطوع اللسان والرأس من سلطان زمانه ونحن نشهد عصر الإنترنت وكيف يجري سلخ أي إنسان يتجرأ على قول غير متفق عليه، أي أنك بين حدي سكين أحدهما سلطوية رسمية والثانية سلطوية شعبوية وفئوية وأنت واقع في إحدى السلطتين غالباً هناك نازع ثقافي باتجاه الرأي الواحد، والصوت الواحد والرأس الواحد فكرياً واجتماعياً وسياسياً، وكل حالة اختلاف هي حالة مروق، وظل اللسان في زمن الشفاهية هو مصدر الخطر وهو الخط الأحمر، ثم جاءت ثقافة الكتابة لتجعل اليد هي القيمة الثقافية المشاغبة، واليوم جاءت لوحة المفاتيح لتكون إضافة أخرى لليد واللسان، وفي هذه الأدوات تكمن الألاعيب كلها، لعبة التغالب، والتكالب وتظل اليد واللسان كائنين حيوانيين لهما قدرة على فعل الشيء ونقيضه