رواية حتى لا تتيه في الحي باتريك موديانو في الروايات العالمية المترجمة جاء باتريك موديانو إلى العالم في الثلاثين من تموز ، يحمل أو تحمله نصوص تعكس ضياعا عاما وتردفه بضياع خاص تمثل في فقدانه لأخيه رودي في سن مبكرة وبعلاقة متوترة مع والده وحالة من التشرد النفسي والاجتماعي حاول حسب مفردات التحليل النفسي أن يشد عن طوقها بين طوايا نصوصه فمنذ روايته الأولى الصادرة سنة ، ساحة النجمة، يحضر رودي عِلة للحكاية والعامل الأساس في رواياته التي تطرقت لمرحلة الطفولة ومع قلة الإحالات إلى هذا الجانب المؤلم من حياته، فإن الروايات المتأخرة زمنيا من قبيل الأفق وعشب الليالي وحتى لا تتيه في الحي التي صدرت قبيل حصوله على وسام نوبل تحمل ندوب هذا الفقد الأول فيكون البطل في طفولته شخصا متوحدا يحيا تحت رحمة أشخاص كبار إما يعكرون صفو وجوده مثل جون بوسمانس الذي لا تربطه بوالديه سوى سجلات الحالة المدنية أو شخص تخلى عنه والداه وتؤرقه ذكريات الطفولة كما هو الحال بالنسبة لجون دراغان، بطل حتى لا تتيه في الحي يحدث هذا اللقاء مرتين أو ثلاث وكل مرة يحدث ذلك نجد أن صورة الابتزاز المادي هي الطاغية أو حالة من اللامبالاة والجفاء نقرأ في رواية الأفق أخبرها بوسمان تصوري امرأة ورجلا في العقد الخامس من عمرهما امرأة ذات شعر أحمر ونظرة حادة ورجل أسمر يبدو بمظهر رجل دين سابق المرأة ذات الشعر الأحمر هي أمي، إذا ما صدقت سجلات الحالة المدنية وفي عشب الليالي ترخي هذه العلاقة المأزومة بظلالها على أجواء الرواية ليعود جون دراغان في رواية حتى لا تتيه في الحي ليثيرها مرة أخرى نقرأ مثلا كان أبوه قد جاء ليبحث عنه في منزل فارغ، واستقلا قطار العودة إلى باريس ماذا كانت تريد أن تقصد بـ منزلك على وجه التحديد حري به أن ينقب في ذاكرته، فهو لا يملك أدنى ذكرى عما تدعوه اللغة المتداولة منزله كان القطار قد وصل، باكرا جدا في الصباح، إلى محطة ليون وبعد ذلك، عرف سنوات طويلة، لا نهاية لها، من الإقامة في المدرسة الداخلية
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
باتريك موديانو من مواليد يوليو 1945 ببيلانكور جنوب غرب فرنسا. يعتبره بعض النقاد أهم كاتب فرنسي منذ بداية التسعينيات حتى الآن. نشر روايته الأولى (ساحة النجمة) وهو في الثالثة والعشرين من العمر. وقد فازت رواياته التي تتمحور حول أزمة الهوية وضياع الكائن في عالم من اللافهم، بأهم الجوائز الأدبية في فرنسا وخارجها. ونشر موديانو على مدى أربعة عقود العديد من الروايات من بينها (دائرة الليل) 1969 ، (شوارع الحزام) 1972، (المنزل الحزين) 1975 التي حصلت على جائزة المكتبات، (كتيب العائلة) 1977 ، (شباب) 1981، (أيام الأحد) 1984 ، (مستودع الذكريات) 1986 ، (دولاب الطفولة) 1989 ، (سيرك يمر) 1992 ، ، (بعيدا عن النسيان) 1994، (مجهولون) 1999 ، (حادث مرير) 2003 ، (مسألة نسب) 2005 ، (في مقهى الشباب) 2007. أعلنت الاكاديمية السويدية عن تتويج الروائي الفرنسي باتريك موديانو بجائزة نوبل للآداب 2014، ليكون الفرنسي الخامس عشر الذي يحصل على هذه الجائزة. وفسرت الاكاديمية السويدية اختيار الروائي الفرنسي قائلة إن موديانو كرم بفضل "فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الانسانية الأكثر عصيانا على الفهم".
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net