رواية جنات وإبليس نوال السعداوي في روايات عربية كان السور عالياً تعلوه الأسلاك، وقطع من الزجاج المكسور كالمسامير، نتوءات الحجر بارزة، تسلحت يداه وسقط عنها الجلد، خيوط رفيعة بلون الدم تمشي تتعرج فوق الجلد كالعروق الحمراء، يشربها الجلباب الأبيض من القطن، يتمزق الجلباب فوق نتوء بارز، يسقط عن جسده ويتكور فوق الأرض بجوار السور، كالجنين يسقط من بطن أمه ميتاً، تعلوه بقع الدم، في القفزة الأخيرة قبل انفصال الروح أصبح جسده خفيفاً، أراد الجسد أن يمسك الروح قبل أن تفلت، حلّقت الروح بعيداً عن الجسم، فامتدت نحوها يداه وأمسكتاها، يداه داميتان مسلوختان، بشرته بيضاء خالية من الدم، عيناه واسعتان مملوءتان بالضوء، في هذه اللحظة السابقة للموت ارتفع جسده ولامس الروح، امسكها بأصابع يديه وقدميه تشبث بها وحلق معها فوق السور، ذراعاه وساقاه تدور في الهواء كالأجنحة، عظام ظهره بارزة كالهيكل بلا لحم، وجرح عميق غائر تحت لوحة الكتف، طار يحلق في السماء، يلمع في الضوء كالسهم، رأسه أسود يشق السحب، يختفي داخل المساحات السوداء، لا تراه العين، ثم يظهر من بعيد كالنجم، يطل على المدينة، والى جواره نجمة الصباح
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
كتب مشابهه
كتب من نفس القسم
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net