الكتب:
43.045 K
الروايات:
14.357 K التصنيفات:
52 المؤلفون:
17.611 K المشتركين:
98.693 K التحميلات:
1.524 M المشاهدات:
63.154 M زوار اليوم:
7,606 الزوار:
6.32 M التصفح:
17.015 M
في ذالك اليوم بدت صفية شاحبة كما رأيتها أول مرة ، و رغم أنني أعلم أنها في الثانية و العشرين من عمرها إلا أني كنت أنظر إليها على أنها في الأربعين أو أكثر ، لم يكن هناك ما يدل على أنّها حية إلا لون شفتيها الوردي و بريق عينيها . صفية بئر الأحزان ، لم تحاول فتح فمها لتشكو ، فقد كانت تعلم أن الشكوى تعني كشف الأسرار، لم تعاتب أباها يوما كما فعل إخوتها مرارا ، كيف تعاتبه على إرث ، توارثته أسرته لآلاف السنين و رفض هو توريثه لأبنائه ، أليس هو صاحب الإرث ، إذا فليفعل به ما يشاء . لم تحمله يوما المسؤولية عن موت والدتها ، رغم أنها كانت حينذاك في العاشرة من عمرها فقط إلا أنها كانت تعلم أنّ والدتها كانت تنتظر الموت و مستعدة له . صحيح أنها كانت أصغر آل مرواني سنا إلا أنها كانت أكثرهم اتزانا في مسألة إلقاء اللوم على السيد عبد القدوس ، فقد كانت تفخر بشجاعته في اتخاذ قرار الانشقاق عن الشجرة الملعونة ، و مع ذالك فقد كانت تحس في قرار نفسها بأنه لو أجاد التصرف لاستطاع المحافظة على أسرته . لمّا رأتني ابتسمت و قالت : ̶ هل انتهت رحلتك مع يوهان ؟